صوفي كيرشنر

وحيدة

تمثلُ الأمهاتُ العازباتُ نسبةً تقدَّرُ بحوالي ۸٥% من إجمالي عدد الأباء والأمهات العزّاب في ألمانيا والذي يُقدر ب ۲,٦ مليون مربٍ ومربيةٍ. فما حالُ هؤلاءِ النساءِ إبان جائحة كورونا، فمع إغلاق دورِ رعايةِ الأطفالِ تمكثُ الأمهاتُ طوالَ الوقتِ مع أطفالِهن في المنزلِ في معزلٍ عن المجتمعِ.


sophiekirchner.com

كانتْ الموظفةُ الحكوميةُ منزعجةً للغايةِ منْ قصتي ومنْ سؤالي عن امكانيةِ التقدمِ بطلبٍ للحصولِ علي مساعدةٍ في تدبيرِ أمورِ حياتي اليوميةِ. فقالتْ لي: لكي يحصلُ البعضُ من أمثالكِ على غسيلٍ نظيفٍ، أذهبُ أنا للعملِ.”

شعرتُ أثناءَ عمليةِ الولادةِ، وأثناءَ تواصُلي مع طاقمِ المستشفى الطبيِّ، بأنِّي تُركتُ وحدي. فبالطبعِ يجبُ على طاقمِ التمريضِ أنْ يحافظَ على مسافةٍ من البعدِ الجسديِّ، إلَّا أننَّي شعرتُ أيضًا ببرودٍ عاطفيٍّ تجاهي. ولا أدري إنْ كانِ ذلكَ بسببِ كورونا أو بسببِ أن تلك المستشفى تُجري الكثيرَ من عملياتِ الولادةِ

“كانَ وقعُ الحجرِ الطبيِّ عليَّ كنوعٍ من أنواعِ المواساةِ،  فقد فكرت أني لستُ وحيدة الآن في ذلكَ الموقفِ، وأنَّ الجميعَ حالُهم منْ حالي وأننا نجلسُ جميعًا في نفسِ القاربِ؛ فأنا لم أستطعْ أن أشاركِ فعليًا في الحياةِ الإجتماعيةِ قبلَ جائحةِ كورونا؛ فقدْ كنتُ الشخصَ الوحيدَ، الذي يرعى أولادَهُ الثلاثةَ ۳٦٥ يومًا في السنة، ٧ أيامٍ في الأسبوعِ، ۲٤ساعةً في اليومِ”.

أعتمدُ كأمٍ عازبةٍ على رعايةِ الآخرينَ لطفلِي. بجانبِ ذلكَ أعملُ بشكلٍ حرٍ في مهنةٍ من المهنِ الأساسيةِ للحكومة، فيجبُ عليَّ أنْ أذهبَ للعملِ وهذا حقي طبقًا لمجلسِ الشيوخِ الألمانيِّ؛ فعندما يتمُ معاملة طفلي معاملةً غيرَ جيدةٍ؛ لأني اتمسك بهذا الحق، فهذا أسوأ ما يمكن لأي أمٍ تخيُلَهُ بغض النظزِ عنْ فقدانِها لمصدرِ دخلِها